أن تكون فلسطينيا: نص فينومينولوجي
كلَّمتُ أمي البارحة. وكان محور حديثنا أوضاع الشتات الفلسطيني وتلك الرحلة المُضنية من لحظة تفتُّح الوعي بالذات على أساس الأصالة، أي الشعور بأن الإنتماء، في هذه الحالة إلى "البلد المُضيف"، حقيقي وطبيعي، إلى لحظة الشقاق الأنطولوجي الهوياتي طويل الأمد مع ذلك الوعي، لحظة الإنقلاب على الأصالة بالإكتساب، أي تطوير إدراك أنك، كفلسطيني/ة، تنتمي ولا تنتمي، أو تنتمي "ضيفا"، لا أكثر. استعملت أمي كلمة "صفعة" في سياق وصفها لوقع هذا الشقاق على الفلسطيني/ة، "الضيف الدائم". يمكن بالتخييل التأويلي، فينومينولوجيا، أن نُفَلسف هذه الصفعة بأن نصوِّرها بابا بين غرفتين، بين واقعَين، واقع الكينونة بالأصالة ("أنا أنتمي، وهذا وطني") وواقع الكينونة بالإكتساب (" أنا لا أنتمي. أنا طريد"). قالت أمي: "في الجامعة [الجامعة اللبنانية] صُفعتُ بكوني فلسطينية. كان وعيي بفلسطينيتي قبل الجامعة وعيا خافتا، وعيا عضويا، لا مركَّبا، وعيا جميلا، وعيا لم يُشغلني لأنه لم يُعطِّل حياتي اليومية". يمكن، إذا، تقديم تعطيل الحياة اليومية على أنه آليّة من آليّات الشق