المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

نحو سوسيولوجيا المسلم في أوروبا

صورة
  كلما توترت العلاقة بين الرأي العام الإسلامي والخطاب الغربي الليبرالي أحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن صخب الظاهر. لذلك، ما يحدث اليوم على ضفتي ردود الفعل على جريمة قتل المدرس الفرنسي الذي عرض صورا كاريكاتيرية تطعن في شخص الرسول الأكرم لا يعنيني البتة. المسألة عندي أعقد بكثير.    لأفهم أكثر، ألجأ إلى السوسيولوجيا. وكم نحن اليوم، في الغرب كما في الشرق، بحاجة إلى سوسيولوجيا قادرة على تأطير وتفصيل العلاقة بين الإسلام المعاصر، بغنى تراثه وتعددية جماعاته وسياقاته، وبين الغرب المعاصر، على مقادير الغنى والتعددية ذاتها. إن وجدت، باستطاعة هكذا سوسيولوجيا أن تؤسس لنظريات أو أقله عدات شغل تنظيرية تتيح لنا الإسهام أكثر، بطرق علمية، في تشخيص واقع الصلة أو العلاقة اليوم بين هذين العالمين الكبيرين. ما ينقصنا باختصار هو سوسيولوجيا المسلم في أوروبا.  أقول "المسلم" وليس "المواطن المسلم" لأن ليس كل المسلمين المتواجدين في أوروبا والغرب عموما مواطنين بالمعنى القانوني للكلمة. فبالإضافة إلى المهاجرين والمبعدين وطالبي اللجوء، هناك من يرتحل إلى الدول الأوروبية طلبا للعلم أو الوظيفة أو الس...

السابع عشر من تشرين وطوبولوجيا السرديات اللبنانية

صورة
  تتعدد التشخيصات التي يسقطها المتابعون على ما حدث في لبنان في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩. ما هي بعض الأمثلة على سرديات الحدث المتداولة؟ كيف يمكن تقسيمها وترتيبها طوبولوجيا؟ وهل من قاسم مشترك بينها؟   البعض وصف الحدث بالحراك المطلبي. البعض الآخر وصفه بالإنتفاضة (نسبة إلى الإشتباكات المباشرة بالأسلحة البيضاء مع القوى النظامية الأمنية). البعض الثالث، تحديدا في صفوف المهنيين والناشطين المدنيين ذوي الخلفيات الأكاديمية، حاول استقراء معاني ومآلات المشهديات الجامعة (العابرة للأديان والمذاهب) التي أفرزتها فصول الحدث المتنوعة (من ١٧ تشرين إلى ٤ آب) ليخرج بتأطيرات نظرية أولية، من قبيل إحالة الحدث برمته إلى "ثورة إصلاحية" أو "ثورة ثقافية" أو حتى تجليات بدائية، يلزمها الكثير من الصقل، لثورة "ديمقراطية اجتماعية" تعيد رسم شبكة القوى والمصالح والعلاقات الناظمة لميدان العمل السياسي بالدرجة الأولى، ومن ثم، بالدرجة الثانية، المجتمع ككل وميادين العمل (الإمتهان والممارسة والتمرس) بمفهومه الواسع.  أما البعض الرابع، فقد اعتمد هؤلاء خطابا نقديا لا يرحم. وانقسموا بين فريق...