المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٠

المسيحية السياسية: مقدمة موجزة لمبحث لا بد منه

صورة
الكتابات حول ما يصطلح عليه نظريا بالإسلاموية أو التطبيقات الإشكالية للحركية الإسلامية السياسية تكاد لا تعد ولا تحصى. كل يوم، ومع كل فاجعة جديدة، يطلع علينا من يتوسل عن حق أو باطل (كل حسب نيته) استقراء واقع الأمة الإسلامية، لا لإفادتها وإعانتها على النهوض، بل لتعييرها بما وصلت إليه من "انحطاط وهزيمة" مفترضتين وتحميلها مسؤوليات جسام، لا ناقة ولا جمل لها فيها، فيما يسمى بحوار الحضارات. وكأن الكون كله يدور حول المسلمين والإسلام والإسلام السياسي!  بئس الإختزاليات النظرية. بئس قبحها وجرأتها على الناس. أليس من المعيب فكريا وأخلاقيا مجافاة العلوم الإنسانية والإجتماعية المطلوبة لفهم واقعنا والإستعاضة عنها بخطابات كراهية جوفاء ودعوات فردية وجماعية لوضع المسلمين (من أقصى إندونيسيا إلى آخر ولاية في كندا) في قفص الإتهام؟ أين ذهبت البنى والتراكيب الإجتماعية؟ هل من مجيب يعيد الرشاد إلى نقاشات الإسلام السياسي، تعديلا وتصويبا ونقلا للجدل المستمر من دائرة سؤال المسؤوليات الفردية والجماعية إلى دائرة سؤال البنى المجتمعية والتراكيب الثقافية والتلاقح المفاهيمي بين الجغرافي والسياسي؟ وعلى قاعدة أن

دلالات فوز جو بايدن

صورة
  تسمرت على الشاشة طوال خمسة أيام وأنا أتابع مشهدية الإنتخابات الرئاسية الأميركية. كالعادة، أسرتني تعقيدات النظام الإنتخابي الأميركي الذي يمثل شاهدا كل أربع سنوات على عبقرية الآباء المؤسسين. تفصيلاته جمة ويسهل الغرق فيها. ولكن حمدت الله على وجود خبراء عرب وأجانب كثر يتقنون تحويل ما يستعصي على الفهم إلى سهل ممتنع. ومع فوز جو بايدن، السياسي التقليدي، بدأت تقديرات الموقف والقراءات الإستشرافية لمعاني فوزه ومآلاته تظهر تباعا. فالراحة على المفكر، خاصة في منطقتنا العربية المشتعلة بالأزمات من كل حدب وصوب، حرام. إليكم خمس ملاحظات أولية سريعة، هي بعض يسير مما في جعبتي، على هذا الحدث الزلزال بحق:  ١. الحكم والحوكمة لا ينبنيان على الخيارات السياسية والسياسات العامة فحسب، إذ إن شخصية السياسي باشتداداتها الأيديولوجية وامتداداتها الإنسانية مهمة ومقررة للغاية. مثله العليا والتزاماته ومبادئه الأخلاقية لا تزال كلها تصلح لتشكيل معايير انتخابية. الناخب الأميركي بهذا المعنى كان مخيرا بين شخصيتين وليس نهجين سياسيين واقتصاديين فقط. ٢. يقال إن بايدن فاز لأن الناس اشتاقت لما هو "عادي" بعد أن خبرت &qu