اللبنانيون... ومن الحب ما قتل
قبل أيام جمعتني مكالمة هاتفية مع صديق لبناني. صديقي "يساري"، كما يعرّف هو عن نفسه، ولكنه يقرّ بتأثيرات "البيئة المسيحية المارونية" حيث وُلد وترعرعَ عليه. زبدةُ مكالمتنا كانت مفاتحتَه إياي بأنه "يشمئز" من الإسلام نفسه، وليس المسلمين (بعكس السائدِ من القولِ والفكرِ في الأوساط العلمائية والشعبية معا، حيث "الإشمئزاز" من المسلمين وليس الإسلام)، لأن هذا الدينَ الذي، على حد وصفه، بدأ "تقدّميا" أخذ يتقهقر ويتراجع إلى "رجعية" ظلامية تستعصي على التجاوز. ليس هذا فقط، بل يرى صديقي أن ضرورات التكيّف مع عصر ما بعد الحداثة تستدعي إزاحة الإسلام بكليته، عقائدَ وقيما وطرائقَ تفكير ومساقات معاش وتعارف وتثاقف، أي الذهاب إلى ما هو أبعد من هَجْر الإسلام من حيث كونه منظومة مسلّمات غيبية. ومع تأكيده، كما سبقت الإشارة، على أن خطابه يصوّب على الإسلام، وليس المسلمين، إلا أنه أسرّ لي أيضا أنه لا يحب المسلمين، بل ويجد صعوبة بالغة في مخالطة الكثيرين منهم وقبول فكرة أن التعايش معهم ممكن. فهو مدني-ليبرالي يُعلي من شأن حرياته الفردية وسلوكياته النمطية التحرّ...